About Us News

Arabic translation of H.E. President's Message on Indepndence Day

Posted on: August 14, 2025 | Back | Print


خطاب فخامة رئيسة الهند السيدة/ دروباديمورمو إلى الأمة


عشية عيد الاستقلال التاسع والسبعين

نيودلهي: 14/8/2025

الأخوة المواطنون الأعزاء،

أتقدم إليكم جميعاً بأطيب التهاني في عشية عيد الاستقلال. إنه لمن دواعي الفخر لنا جميعاً أن يحتفل كل مواطن هندي بعيد الاستقلال وعيد الجمهورية بحماس وحيوية. فهذه هي الأيام التي تذكرنا على نحو خاص باعتزازنا بهويتنا الهندية.

إن الخامس عشر من أغسطس هو تاريخ محفور في ذاكرتنا الجماعية. فخلال سنوات الحكم الاستعماري الطويلة، حلمت أجيال من الهنود بيوم الاستقلال. وكان الرجال والنساء، كباراً وصغاراً، من جميع أنحاء البلاد، يتطلعون للتخلص من نير الحكم الأجنبي. وقد تميز نضالهم بتفاؤل قوي، استمر في دفع تقدمنا حتى بعد الاستقلال. وبينما نحيي علم بلادنا غداً، فإننا سنقدم أيضاً تحية إجلال لذكرى جميع المناضلين من أجل الحرية الذين حققت تضحياتهم استقلال الهند في الخامس عشر من أغسطس، قبل 78 عاماً مضت.

بعد استعادة حريتنا، أصبحنا أيضاً ديمقراطية ذات حق اقتراع عام للبالغين. بعبارة أخرى، نحن شعب الهند وضعنا قوة صياغة مصيرنا في أيدي كل منا، دون أي قيود تتعلق بالجنس أو الدين أو العوامل الأخرى التي منعت الكثيرين من التصويت في ديمقراطيات أخرى. وعلى الرغم من وجود العديد من التحديات، حقق شعب الهند انتقالاً ناجحاً إلى الديمقراطية. وكان هذا الانتقال انعكاساً طبيعياً لروحنا الديمقراطية القديمة. فالهند كانت تضم أقدم الجمهوريات في العالم، وهي تلقب عن جدارة بلقب "أم الديمقراطية". عندما قمنا بإقرار الدستور، أسسنا البنية التحتية للديمقراطية. وأنشأنا مؤسسات ديمقراطية عززت ممارسة الديمقراطية. نحن نعتز بدستورنا وديمقراطيتنا فوق كل شيء آخر.

عندما ننظر إلى الماضي، يجب ألا ننسى الألم الذي نتج عن تقسيم البلاد. واليوم، نحتفل بـ "يوم ذكرى أهوال التقسيم". كان هناك عنف رهيب، وأُجبر الملايين على النزوح بسبب التقسيم. واليوم، نقدم التحية لضحايا حماقات التاريخ.

الأخوة المواطنون الأعزاء،

يحتوي دستورنا على أربع قيم تمثل أربعة محاور تدعم ديمقراطيتنا، وهي: العدالة، والحرية، والمساواة، والإخاء. هذه هي مبادئنا الحضارية التي أعدنا اكتشافها خلال النضال من أجل الحرية. وأعتقد أنهفي صميم هذه المبادئ كلها، تكمن فكرة كرامة الإنسان. كل الناس متساوون، وكل شخص يستحق أن يُعامل بكرامة. يجب أن يتمتع الجميع بفرص متساوية في الرعاية الصحية والتعليم. يجب أن يحظى الجميع بفرص متكافئة. وأولئك الذين كانوا في في الماضي في أوضاع غير ملائمة كان لا بد من تقديم يد المساعدة لهم.

مع وضع هذه المبادئ في الاعتبار وإعطائها الأولوية، بدأنا رحلة جديدة في عام 1947. فبعد سنوات طويلة من الحكم الأجنبي، كانت الهند تعاني من فقر مدقع إبان الاستقلال. ولكن في الأعوام الـ 78 التي تلت ذلك، حققنا تقدماً مذهلاً في جميع المجالات. إن الهند في طريقها الصحيح لتصبح دولة مكتفية ذاتياً وتتقدم بثقة كبيرة.

وفي المجال الاقتصادي، تبدو إنجازاتنا أكثر وضوحاً. سجل معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي للهند نسبة 6.5 بالمائة خلال العام المالي الماضي، مما يجعل الهند الأسرع نمواً بين الاقتصادات الكبرى في العالم. وحتى في ظل الضغط الذي يشهده الاقتصاد العالمي، ترتفع معدلات الطلب المحلي بسرعة. وقد ظل التضخم تحت السيطرة، بينما يزداد حجم الصادرات. وتظهر جميع المؤشرات الرئيسية أن الاقتصاد في أفضل حالاته. وهذا يرجع إلى حد كبير إلى الإصلاحات التي أجريت بعناية والإدارة الاقتصادية الحكيمة، فضلاً عن العمل الجاد وتفاني عمالنا ومزارعينا في عملهم.

وبفضل الحوكمة الرشيدة، تم انتشال عدد كبير من الناس من براثن الفقر. أطلقت الحكومة مجموعة من مبادرات الرعاية الاجتماعية للفقراء وكذلك لأولئك الذين ارتفعوا فوق خط الفقر ولكنهم ما زالوا عرضة للخطر، حتى لا يرجعوا دون خط الفقر مرة أخرى. وقد انعكس هذا على الزيادة في الإنفاق على الخدمات الاجتماعية. كما تنخفض مستويات التفاوت في الدخل، وبدأت التفاوتات الإقليمية تختفي أيضاً. فالولايات والمناطق التي كانت تعرف في السابق بأدائها الاقتصادي الضعيف، أصبحت تظهر الآن إمكاناتها الحقيقية وتلحق بالركب.

لطالما أظهر قادة أعمالنا وصناعاتنا الصغيرة والمتوسطة وتجارنا روحًا إيجابية؛ إن المطلوب هو إزالة العوائق التي تعترض طريق بناء الثروة. ويتجلى ذلك جليًا في تطوير البنية التحتية على مدار العقد الماضي. فقد قمنا بتوسيع وتعزيز شبكة الطرق السريعة الوطنية في إطار برنامج تطوير شبكة الطرق بالهند. كما تم تطوير السكك الحديدية أيضا، حيث أدخلت أنواعًا جديدة من القطارات والحافلات المجهزة بأحدث التقنيات. ويُعد افتتاح خط السكة الحديدية في وادي كشمير إنجازًا كبيرًا. إن ربط الوادي من خلال السكك الحديدية سيعززالتجارة والسياحة في المنطقة وسيفتح آفاقًا اقتصادية جديدة. وتُعد هذه التحفة الهندسية في كشمير معلمًا تاريخيًا لبلدنا.

وتشهد البلاد توسعًا حضريًا سريعًا، ولذلك تولي الحكومة اهتمامًا خاصًا بتحسين أحوال المدن. وفي إطار اهتمامها بالنقل الحضري، قامت الحكومة بزيادة مرافق مترو الأنفاق، مما أدى إلى تضاعف عدد المدن التي تتوفر فيها خدمة مترو الأنفاق عدة مرات خلال عقد من الزمن. لقد ضمنت مبادرة أتال للتجديد والتحول الحضري (أمروت) حصول المزيد من الأسر على مياه الشرب النقية مع ضمان إمدادها بشبكات صرف صحي.

تعتبر الحكومة أن توافر المرافق الأساسية هو حق مشروع للمواطنين. وتُحرز مبادرة جال جيفان تقدمًا في توفير مياه الشرب النقية للأسر في الريف.

في قطاع الرعاية الصحية، شهدنا نقلة نوعية من خلال مجموعة متنوعة من المبادرات في إطار برنامج أيوشمان بهارات، وهو أكبر برنامج رعاية صحية من نوعه في العالم. وقد غطى هذا البرنامج بالفعل أكثر من 55 كرور شخص. ووسعت الحكومة نطاق هذه الميزة لتشمل جميع كبار السن الذين تبلغ أعمارهم 70 عامًا فأكثر، بغض النظر عن مستوى دخلهم. ومع إزالة أوجه عدم المساواة في الحصول على الخدمات، يستفيد الفقراء والطبقة المتوسطة الدنيا أيضًا من أفضل مرافق ممكنة للرعاية الصحية.

وفي هذا العصر الرقمي، من الطبيعي أن يكون قطاع تكنولوجيا المعلومات أحد القطاعات التي شهدت أكبر التطورات في الهند. جميع القرى تقريبًا مزودة بشبكة الجيل الرابع للاتصالات المتنقلة، وسيتم تغطية آلاف القرى المتبقية قريبًا. وقد أتاح هذا الأمر تبني تقنيات الدفع الرقمي على نطاق واسع، مما جعل الهند أحد الدول الرائدة على المستوى العالمي في هذا المجال خلال فترة وجيزة. كما دعم أيضًا نظام التحويل المباشر للمزايا، الذي يضمن وصول استحقاقات الرعاية الاجتماعية إلى المستفيدين المستهدفين دون أي خلل أو تسريب. تتمفي الهند أكثر من نصف إجمالي عدد المعاملات الرقمية في العالم. وقد أدت هذه التطورات إلى خلق اقتصاد رقمي نابض بالحياة، تتزايد مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد عامًا بعد عام.

ويُمثل الذكاء الاصطناعي المرحلة التالية من التقدم التكنولوجي، وقد دخل الذكاء الاصطناعي حياتنا بالفعل. وقد أطلقت الحكومة مبادرة "الهند-الذكاء الاصطناعي" لتعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي في البلاد. كما تُسهم في بناء نماذج ذكاء اصطناعي تُلبي متطلبات الهند الخاصة. وبينما نطمح إلى أن نصبح مركزًا عالميًا للذكاء الاصطناعي بحلول عام 2047، سيبقى تركيزنا منصبًا على تحقيق أقصى استفادة من التطورات التكنولوجية لخدمة عامة الناس، وتحسين حياتهم من خلال تحسين الحوكمة.

ومن أجل رفع مستوى حياة عامة الناس، فإن هناك اهتمامٌ متساو بتحسين سهولة ممارسة الأعمال التجارية، وكذلك بتحسين مستوى المعيشة. إن التنمية لا تجدي نفعًا إلا عندما يتم مساعدة المهمشين وفتح آفاق جديدة لهم. علاوةً على ذلك، نقوم بتعزيز اعتمادنا على أنفسنا في جميع المجالات الممكنة. وقد عزز هذاالأمر ثقتنا بأنفسنا وعزز زخم رحلتنا نحو تحويل الهند إلى دولة متقدمة.

في الأسبوع الماضي، وتحديدًا في السابع من أغسطس، احتفلت البلاد بـ"اليوم الوطني للنول اليدوي" الذي يُكرّم نساجينا ومنتجاتهم. ومنذ عام ٢٠١٥، نحتفل بهذا اليوم إحياءً لذكرى حركة "سواديشي" التي انطلقت خلال نضالنا من أجل الحصول على الحرية عام ١٩٠٥. وقد عزز المهاتما غاندي روح "سواديشي" للترويج للمنتجات المصنوعة بعرق وكدح الحرفيين والحرفيات الهنود، وبفصل مهاراتهم الفريدة. لقد كانت فكرة "سواديشي" ملهمة للقيام بمبادرات وطنية أخرى مثل مبادرة "صنع في الهند" ومبادرة "الهند تعتمد على نفسها". فلنعقد العزم ع